هل يعد ختان الاناث إرثا فرعونيا؟؟؟

Saturday 27 March 2010

يشكل السادس من فبراير لعام 2004 انعطافة جديدة لفعاليات المجتمع المدني.. ففي البيان الختامي لمؤتمر مكافحة العادات السيئة، الذي عقد مؤخراً في أديس أبابا تحت رعاية اليونيسيف، هيئة الأمم المتحدة للطفولة، أعلن المجتمع الدولي السادس من فبراير يوماً عالمياً لمناهضة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، حيث دلل المسح الديموغرافي الصادر عن منظمة الصحة العالمية أن مليوني فتاة في العالم يخضعن لعمليات الختان سنوياً. وتقول التقارير أن هناك نحو 138 مليون فتاة وامرأة، في 28 دولة أفريقية وبعض بلدان آسيا والشرق الأوسط، شوهت أعضائهن التناسلية، وبدرجات متفاوتة. وبحسب منظمة العفو الدولية تحتل مصر الصدارة، بمعدل 97%، في قائمة تلك الدول.
في هذا الإطار أطلقت مصر في الآونة الأخيرة حملة إقليمية، بدعم من الاتحاد الأوروبي، لمناهضة "ختان الإناث". وخلال الندوات والفعاليات التي أُعدت لبحث التدابير اللازمة لمواجهة تلك الظاهرة، تكرر الزعم، من قبل البعض ، أن "ختان الإناث" موروثاً شعبياً، ترجع أصوله إلى مصر الفرعونية. كما يطلق جزافاً على أقسى أنواع الختان بـ"الختان الفرعوني"، وهو يمارس في السودان وبعض البلدان الأفريقية.

عادة "ختان الإناث" هي أمر مرفوض من الناحية الأخلاقية ، وليست لها أساس في مصر القديمة. قد ثبت علمياً أن الختان تنجم عنه مضار صحية بدنية وانعكاسات نفسية سيئة، تلازم الصغيرات على المدى القريب والبعيد، حيث يخضعن لعملية بتر البظر، جزء منه أو كله، تجريها غالباً قابلة شعبية أو حلاق صحة، في ظل ظروف غير صحية وبأدوات بدائية، تحت دواعي العفة، مما يؤثر سلباً على حياتهن الجنسية. أما "الختان الفرعوني" فمضاره أسوأ من "ختان السنة"، وهو يتمثل في استئصال العضو التناسلي الخارجي بكامله وخياطة الأجزاء العليا من الفرج، ولا تترك سوى فتحة صغيرة لخروج البول ودم الدورة الشهرية عند بلوغ سن الحيض، تتسبب في حدوث مضاعفات جانية كاحتباس البول وعسر الطمس وآلام الجماع. وفي حالة الإنجاب يتعين شق الفرج لإخراج الوليد، ثم تعاد خياطته من جديد.

كما أظهرت البحوث أن للختان آثاره الضارة من في عدة نواحي سنذكرها فيما بعد.
فهل كان المصريون قديماً من الجهل الطبي والنفسي ليرتكبوا جريمة الختان ويشوهون أجساد إناثهم ويخربون أسس مجتمعهم..؟؟

اعتاد المصريون قديماً تدوين ما كانت عليه حياتهم من عادات وتقاليد، وتوثيقها، إما كتابة أو نقشاً.. لذا نجد من البرديات والجداريات ما يؤكد ممارستهم تقليد "ختان الذكور"، وهو تقليد نقله بنو إسرائيل، ومنهم إلى بني يعرب، عن المصريين. أما عادة "ختان الإناث" فلا توجد وثيقة تؤكد ممارستها في مصر الفرعونية، ولم يرد ذكر لها عند المؤرخ مانيتون (280 ق.م.)، ولا عند هيرودوت (425 ق.م.) حينما زار مصر.. بل بالعكس، كل ما عثر عليه من أدلة يوحي بأن المصريين جرّموا تلك العادة. وفي المتحف البريطاني توجد بردية لرسالة بالأحرف الديموتيقية، أي الشعبية، ترجع للعام 123 ق.م.، مفادها أن شاباً من جنوب مصر طلب استعادة هدية (الخطبة) من فتاة، كان مزمع أن يتزوجها، لما اكتشف أنها مختتنة.

لا مراء أن "ختان الإناث" من الممارسات الاجتماعية غير السوية، الهادفة للهيمنة على المرأة عبر التحكم في غرائزها، ويعد انتهاكاً لبدنها.. خلافاً لـ"ختان الذكور"، الذي تُزال فيه زائدة جلدية، أي القلفة، ويفسر بدواعي صحية.. فمتى كانت مصر الفرعونية تحكمها شريعة الغاب لتهدر حقوق المرأة وتنتقص من إنسانيتها..؟؟
والشاهد أخيراً أن ما يسمى بـ "الختان الفرعوني" ليس بعادة مصرية..!

ساهم في نشر الموضوع..فيد الناس زي ماستفدت!



Digg Technorati del.icio.us Stumbleupon Reddit Facebook Twitter

احصل على هذه الإضافة

0 comments:

Post a Comment

 
 
للكبار فقط © | تعريب وتطوير H-b